روى الإمام أحمد في مسنده :
( 10198 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَوْسِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَثَلُ الَّذِي يَسْمَعُ الْحِكْمَةَ ثُمَّ لَا يُخْبِرُ عَنْ صَاحِبِهِ إِلَّا بِشَرِّ مَا سَمِعَ كَمَثَلِ رَجُلٍ أَتَى رَاعِيَ غَنَمٍ فَقَالَ أَجْزِرْنِي شَاةً مِنْ غَنَمِكَ فَقَالَ اخْتَرْ فَأَخَذَ بِأُذُنِ كَلْبِ الْغَنَمِ ) .
و هو مثل لمن يقع على شر الكلام القليل و يدع خيره الوفير , كأنه لا ينتقي من الغنم الكثيرة إلا الكلب الواحد .
و هو مثل يكثر في واقعنا بين شباب الصحوة , تجد التعصب يدفع أحدهم لينتقي أخطاء بعض العلماء- أو ما يظنها أخطاءا - من بين صوابه العميم , و يجعله هو معيار حكمه على العالم أو الداعية .
مثال :
بافتراض أن داعية ما أو عالما له في كل كتاب كتبه أو محاضرة ألقاها 90% صواب و 10% خطأ - و هي نسبة عالية من الصواب قل من يصل إليها , أما الصواب المطلق فقد دفن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم - فتجده يجمع ال10% من كل كتاب أو محاضرة , و ينشرها على أنها هي فكر هذا العالم أو الداعية , فيشوه صورته بغير حق , و يزعم أنه بذلك يدافع عن الحق بينما هو يحاربه من حيث لا يدري , لأن لو فعلنا ذلك مع كل عالم أو داعية , لما وجدنا أحدا نأخذ منه العلم و لا الدعوة , لأن لكل صواب و خطأ , و لانهدمث ثقة الناس في جنس العلماء و الدعاة .
أما من يبغي النصيحة فعلا , فلا يقع على الأخطاء فقط , و لا يذكرها فقط مجردة بما يوهم أن الرجل كله أخطاء أو أنه منحرف مثلا , بل يذكر حسناته الكثيرة أولا ثم يذكر ما يظنه - و أكرر يظنه - من أخطائه .
و رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلمنا ذلك , فيذكر الحسن قبل القصور , فيقول :
( نعم الرجل عبد الله , لو كان يقوم من الليل ) .
أما من يقتصر على ذكر العيوب - ولو كانت موهومة - فمثله كمن يصف صاحب الغنم في الحديث بأنه ( صاحب كلب ) مع أن الواقع أنه ( صاحب ألف شاة , و معه كلب ) و الفارق كبير .
فنصيحة لكل مسلم , لا تنتق الكلاب .
و الله أعلم .
هناك تعليق واحد:
قيل كن كاللفراشة تبحث عن الألوان الحلوة أو كالنحلة تبحث عن الزهرة , ولا تكن كالذباب يبحث عن .....!!!!
إرسال تعليق