الأحد، 14 ديسمبر 2008

و تبقى الحقيقة

بمناسبة منع حجاج غزة من قبل التحالف الفتحاوي المصري السعودي الصهيوأمريكي , ثم ادعاء أن حماس هي من منعت الحجاج .

و تبقى الحقيقة ......... قصيدة لم تكتمل

تموت الحرة الثكلى ............. و ليست ترتضي ذلا
يعيش الحر في كمد ............ و في عز قد استعلى
و لا يرنو بناظره ........... لغير المنزل الأعلى
و يبقى الحق فرقانا ............ و ليس الباطل الأصلا
و يبقى الليث سلطانا .......... و إن بايعتم ( البغلا )
و لسنا نعدل القوّاد ............ الوغد الخائن النذلا
بمن لله وجهته ............. و من يستلهم الرسلا
و من قد هادن الباغي ......... إذا ألفاه محتلا
بمن قد قدم الأرواح .......... يرجو بالدم الحلا
و من قد باع في وطني ........ يعيش الدهر منحلا
بعلمانية نكراء ............ فيها الغر قد دخلا
بمن دستور شرعته ............ كتاب من علٍ نزلا
فلا تحزن ( هنيتنا ) ........... ف ( عباس ) الخنا ولى

الاثنين، 1 ديسمبر 2008

الأمة تقبل يد حماس .

إن الخدمات الجليلة التي قدمتها ( حماس ) للأمة , و مدى البذل الذي بذله قادتها و جنودها على السواء في سبيل الدفاع عن هوية الأمة و عقيدتها - بل عن وجودها ذاته - ليستحق منا أن نكون أوفياء غير ناكرين للجميل , شاكرين للمعروف , و أن نهوي جميعا على تلك الأيادي الطاهرة مقبلين .

قد يظن البعض أن هذا من قبيل المبالغة و التهويل من شأن ( حماس ) , و ربما مناصرة لها باعتبارها فرع ( الإخوان المسلمين ) في فلسطين , لكن نظرة واحدة على القضية الفلسطينية واقعا و تاريخا , و ارتباطها بمصير الأمة في العاجل و الآجل , تؤكد أن هذا أقل من الواقع و ليس من قبيل المبالغة .

هذا هو الصحفي ( تيودور هرتزل ) يدور يجمع كبار قيادات اليهود في العالم عام ( 1897 م ) , و يتبنى مشروعا عالميا ضخما , يجتمعون ليتباحثوا و يخططوا و يحاولون تقرير مصير العالم , فينبثق اجتماعهم عن مخطط شيطاني رهيب , يتلخص في العمل على قيام دولة لليهود في أرض فلسطين خلال خمسين عاما , ثم إنشاء ( إسرائيل الكبرى ) خلال مائة عام , و يأخذون على عاتقهم إقناع الدول الكبرى بالترغيب تارة و بالترهيب تارة لمساعدتهم , حاولوا في البداية رشوة الخليفة العثماني , لكن الرجل كان صلبا و وقف أمامهم , فلما اكتشفوا أنه عقبة في طريقهم , أزاحوه , و لم تستطع الخلافة المريضة الوقوف بوجههم - بينما استطاعت حماس البطلة , و أشعلوا في العالم حربين عالميتين لتنفيذ مخططاتهم , فانتهت الأولى بتحطيم تركيا و واستخراج وعد بلفور , و انتهت الثانية بولادة قوة كبرى جديدة هي أمريكا , و احتلال فلسطين .

و لدأبهم و غفلة الأمة , نجحوا في تحقيق الشق الأول من مخططهم , و في خمسين عاما بالضبط ( 1897 - 1947 ) صدر قرار التقسيم و اعتبرت بداية وجود الكيان المغتصب على أرض فلسطين .

اعتمد الكيان الجديد سياسة الهجوم دائما , و التوسع على حساب أراضي العرب و المسلمين , فحرصوا على أن يكون كل عقد زمني ( عشر سنوات ) لهم فيه هجوم جديد و إضافة إلى سجلهم و إضعافا للجيوش العربية , فشنوا غارات في 1956 ( العدوان الثلاثي ) , ثم 1967 ( احتلال سيناء و الجولان و كامل أراضي فلسطين بما فيها القدس ) , ثم في عام 1973 لم يكونوا في موضع الهجوم و إنما الدفاع , فلم يرضوا بذلك , و مارسوا الضغوط على السادات حتى ركع , و قاموا بالهجوم الدوري على لبنان 1978 , ثم الاجتياح الثاني للبنان عام 1982 و تصفية الوجود الفلسطيني فيها .

و هكذا نجدها دائما كل عشر سنوات أو أقل تشن هجوما توسعيا جديدا , لإتمام الجزء الثاني من المخطط , إقامة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات .

و بالنظر حتى عام 1987 إلى واقع العرب و واقع إسرائيل و مقدار ما قطعوه من خطتهم ( التي تنتهي عام 1997 ) نجد التالي :
- خروج مصرالرسمية من الصراع بتوقيع اتفاقية ( كامب ديفيد ) , و سيل التطبيع الذي انتهجه النظام المصري .
- افتتاح سفارة للصهاينة في مصر - و من المخزي أنهم جعلوها في الجيزة و ليس في القاهرة , لأن الجيزة على الضفة الغربية للنيل , لأنهم يعتبرون شرق مصر حتى النيل جزءا من دولتهم , فلا يصح أن يضعوا لأنفسهم سفارة في أرضهم .
- خروج الأردن أيضا من المعادلة بمباحثات السلام التي بدأت في هذه الفترة , و انتهت بتوقيع اتفاقية ( وادي عربة ) بعد ذلك .
- سوريا لم تدخل الصراع أصلا حتى تخرج منه , و إنما سلكت خط العمالة منذ البداية , فلم تطلق منذ احتلال الجولان حتى الآن رصاصة واحدة ضد الاحتلال الصهيوني .
- العراق القوي أدخل في معارك وهمية ضد إيران القوية لتحطيم قواهما .
- لبنان منقسم و خاو من المنظمات الفلسطينية .
- المناخ العالمي مهيأ لأي عدوان إسرائيلي جديد يتنزع أرضا جديدة من العرب و يضيفها إلى إسرائيل , في إطار التوسع التدريجي لتحقيق حلم إسرائيل الكبرى .

ثم كانت الشرارة .

أطلقت ( حماس ) الانتفاضة الأولى عام 1987 , لتقلب مخططات الصهاينة رأسا على عقب , و يأتيهم الله من حيث لم يحتسبوا , من داخل العمق الفلسطيني , بينما هم منشغلون بالتوسع الخارجي , و مطمئنين للجانب الفلسطيني الذي بدأ ينسى قضيته .

و فوجئ الصهاينة أنهم أمام حقيقة طالما تغافلوا عنها , أن المسلم الفلسطيني لم ينس و لن ينسى , و أنهم دخلاء على تلك الأرض , تلفظهم كما لفظت الدخلاء الرومان قبلهم , و لو مكثوا بها مئات السنين .

و أصيب الصهاينة بالرعب , و أصدر ( رابين ) أوامره بالتعامل بمنتهى القسوة مع تلك الانتفاضة التي بدأت بسيطة في مبناها , عاصفة في مغزاها , انتفاضة الحجارة , فكانت سياسة تكسير عظام أطفال الانتفاضة , لعلها تكسر من معنويات الفلسطينيين .
لكن هيهات , إن الصرخة التي أطلقها الفلسطينيون بقيادة حماس , معبرة عن صوت الأمة الحي , وجدت لها أصداء في أرجاء الأمة التي أثبتت أنها تمرض و لا تموت , و انتهز ( الإخوان المسلمون ) الفرصة لإحياء الأمة من جديد على أصداء الجهاد الفلسطيني , و مشوا في العالم الإسلامي يذكرون الناس بقضية فلسطين , و يحيون المهرجانات , و تكتب صحفهم و مجلاتهم , و ينطلق دعاتهم في كل مكان , و إذا بالأمة تثبت حياتها و تستجيب لتلك النداءات , و تتجدد شعلة الإيمان و جذوة العقيدة , متزامنة مع الصحوة الإسلامية الجارفة التي ملأت أركان العالم الإسلامي .

و أصبح الصهاينة في دفاع بعد أن كانوا في هجوم , و بدأوا يشعرون لأول مرة بأن وجودهم - و ليس مجرد مخططاتهم - في خطر .

و تغير فكر ( رابين ) , فرأى أن تحقيق حلم ( إسرائيل الكبرى ) في الوقت المحدد شبه مستحيل بعد تلك الصحوة , و رأى الالتفاف حول تلك الصحوة و إقامة معاهدة صورية مع الفلسطينيين , و الاكتفاء بالسيطرة السياسية و الاقتصادية و الثقافية على دول المنطقة بدلا من السيطرة العسكرية , و نظرا ل( واقعيته ) تلك , اعتبر المتطرفون اليهود - و كلهم متطرفون بدرجات - أن رابين باع قضية إسرائيل , و اغتالوه .

و منذ اندلاع الانتفاضة الأولى و أمر إسرائيل في خمود و انكسار , فعلى مدار 21 عاما ( 1987 - 2008 ) لم تخض إسرائيل حربا هجومية توسعية جديدة , بل انشغلت بالدفاع و الحفاظ على وجودها , حتى حرب لبنان 2006 لم تضف جديدا توسعيا لإسرائيل .

و بالتالي نلخص الدور البطولي لحماس في إنقاذ الأمة فيما يلي :

- إيقاف مشروع إسرائيل الكبرى .
- بث الرعب في قلب العدو و كسر شوكته التي طالما كسر بها أعناق النظم العربية الخائبة .
- وضع إسرائيل في مربع الدفاع بعد أن كانت في طور الهجوم .
- إخماد الأمل في نفوس الصهاينة من إمكان بقائهم في الأرض .
- إحياء الأمة و إعادة تجميعها حول قضية الجهاد الفلسطيني .
- إقامة أول نموذج لحكم إسلامي صرف جاء بوسيلة سلمية بحتة , و بإرادة شعبية جارفة .
و هذا قليل من كثير , و كل هذا يدعونا أن نقبل تلك الأيادي الطاهرة .

و لازالت حماس تضرب الأمثلة في الصمود , و من ورائها الشعب الفلسطيني البطل , الذي تعرض لما لم يتعرض له شعب في التاريخ - اللهم إلا المسلمون الأوائل في شعب أبي طالب - و رغم ذلك تمسك بعقيدته و مبادئه , و لم نسمع مطالبة من الشعب الفلسطيني برحيل الحكومة المجاهدة .

يا ( حماس ) , يا ( كتائب القسام ) , يا ( غزة ) , يا كل أحرار فلسطين :
بكل الفخر و الاعتزاز , نقبل أياديكم .