الأحد، 14 ديسمبر 2008

و تبقى الحقيقة

بمناسبة منع حجاج غزة من قبل التحالف الفتحاوي المصري السعودي الصهيوأمريكي , ثم ادعاء أن حماس هي من منعت الحجاج .

و تبقى الحقيقة ......... قصيدة لم تكتمل

تموت الحرة الثكلى ............. و ليست ترتضي ذلا
يعيش الحر في كمد ............ و في عز قد استعلى
و لا يرنو بناظره ........... لغير المنزل الأعلى
و يبقى الحق فرقانا ............ و ليس الباطل الأصلا
و يبقى الليث سلطانا .......... و إن بايعتم ( البغلا )
و لسنا نعدل القوّاد ............ الوغد الخائن النذلا
بمن لله وجهته ............. و من يستلهم الرسلا
و من قد هادن الباغي ......... إذا ألفاه محتلا
بمن قد قدم الأرواح .......... يرجو بالدم الحلا
و من قد باع في وطني ........ يعيش الدهر منحلا
بعلمانية نكراء ............ فيها الغر قد دخلا
بمن دستور شرعته ............ كتاب من علٍ نزلا
فلا تحزن ( هنيتنا ) ........... ف ( عباس ) الخنا ولى

الاثنين، 1 ديسمبر 2008

الأمة تقبل يد حماس .

إن الخدمات الجليلة التي قدمتها ( حماس ) للأمة , و مدى البذل الذي بذله قادتها و جنودها على السواء في سبيل الدفاع عن هوية الأمة و عقيدتها - بل عن وجودها ذاته - ليستحق منا أن نكون أوفياء غير ناكرين للجميل , شاكرين للمعروف , و أن نهوي جميعا على تلك الأيادي الطاهرة مقبلين .

قد يظن البعض أن هذا من قبيل المبالغة و التهويل من شأن ( حماس ) , و ربما مناصرة لها باعتبارها فرع ( الإخوان المسلمين ) في فلسطين , لكن نظرة واحدة على القضية الفلسطينية واقعا و تاريخا , و ارتباطها بمصير الأمة في العاجل و الآجل , تؤكد أن هذا أقل من الواقع و ليس من قبيل المبالغة .

هذا هو الصحفي ( تيودور هرتزل ) يدور يجمع كبار قيادات اليهود في العالم عام ( 1897 م ) , و يتبنى مشروعا عالميا ضخما , يجتمعون ليتباحثوا و يخططوا و يحاولون تقرير مصير العالم , فينبثق اجتماعهم عن مخطط شيطاني رهيب , يتلخص في العمل على قيام دولة لليهود في أرض فلسطين خلال خمسين عاما , ثم إنشاء ( إسرائيل الكبرى ) خلال مائة عام , و يأخذون على عاتقهم إقناع الدول الكبرى بالترغيب تارة و بالترهيب تارة لمساعدتهم , حاولوا في البداية رشوة الخليفة العثماني , لكن الرجل كان صلبا و وقف أمامهم , فلما اكتشفوا أنه عقبة في طريقهم , أزاحوه , و لم تستطع الخلافة المريضة الوقوف بوجههم - بينما استطاعت حماس البطلة , و أشعلوا في العالم حربين عالميتين لتنفيذ مخططاتهم , فانتهت الأولى بتحطيم تركيا و واستخراج وعد بلفور , و انتهت الثانية بولادة قوة كبرى جديدة هي أمريكا , و احتلال فلسطين .

و لدأبهم و غفلة الأمة , نجحوا في تحقيق الشق الأول من مخططهم , و في خمسين عاما بالضبط ( 1897 - 1947 ) صدر قرار التقسيم و اعتبرت بداية وجود الكيان المغتصب على أرض فلسطين .

اعتمد الكيان الجديد سياسة الهجوم دائما , و التوسع على حساب أراضي العرب و المسلمين , فحرصوا على أن يكون كل عقد زمني ( عشر سنوات ) لهم فيه هجوم جديد و إضافة إلى سجلهم و إضعافا للجيوش العربية , فشنوا غارات في 1956 ( العدوان الثلاثي ) , ثم 1967 ( احتلال سيناء و الجولان و كامل أراضي فلسطين بما فيها القدس ) , ثم في عام 1973 لم يكونوا في موضع الهجوم و إنما الدفاع , فلم يرضوا بذلك , و مارسوا الضغوط على السادات حتى ركع , و قاموا بالهجوم الدوري على لبنان 1978 , ثم الاجتياح الثاني للبنان عام 1982 و تصفية الوجود الفلسطيني فيها .

و هكذا نجدها دائما كل عشر سنوات أو أقل تشن هجوما توسعيا جديدا , لإتمام الجزء الثاني من المخطط , إقامة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات .

و بالنظر حتى عام 1987 إلى واقع العرب و واقع إسرائيل و مقدار ما قطعوه من خطتهم ( التي تنتهي عام 1997 ) نجد التالي :
- خروج مصرالرسمية من الصراع بتوقيع اتفاقية ( كامب ديفيد ) , و سيل التطبيع الذي انتهجه النظام المصري .
- افتتاح سفارة للصهاينة في مصر - و من المخزي أنهم جعلوها في الجيزة و ليس في القاهرة , لأن الجيزة على الضفة الغربية للنيل , لأنهم يعتبرون شرق مصر حتى النيل جزءا من دولتهم , فلا يصح أن يضعوا لأنفسهم سفارة في أرضهم .
- خروج الأردن أيضا من المعادلة بمباحثات السلام التي بدأت في هذه الفترة , و انتهت بتوقيع اتفاقية ( وادي عربة ) بعد ذلك .
- سوريا لم تدخل الصراع أصلا حتى تخرج منه , و إنما سلكت خط العمالة منذ البداية , فلم تطلق منذ احتلال الجولان حتى الآن رصاصة واحدة ضد الاحتلال الصهيوني .
- العراق القوي أدخل في معارك وهمية ضد إيران القوية لتحطيم قواهما .
- لبنان منقسم و خاو من المنظمات الفلسطينية .
- المناخ العالمي مهيأ لأي عدوان إسرائيلي جديد يتنزع أرضا جديدة من العرب و يضيفها إلى إسرائيل , في إطار التوسع التدريجي لتحقيق حلم إسرائيل الكبرى .

ثم كانت الشرارة .

أطلقت ( حماس ) الانتفاضة الأولى عام 1987 , لتقلب مخططات الصهاينة رأسا على عقب , و يأتيهم الله من حيث لم يحتسبوا , من داخل العمق الفلسطيني , بينما هم منشغلون بالتوسع الخارجي , و مطمئنين للجانب الفلسطيني الذي بدأ ينسى قضيته .

و فوجئ الصهاينة أنهم أمام حقيقة طالما تغافلوا عنها , أن المسلم الفلسطيني لم ينس و لن ينسى , و أنهم دخلاء على تلك الأرض , تلفظهم كما لفظت الدخلاء الرومان قبلهم , و لو مكثوا بها مئات السنين .

و أصيب الصهاينة بالرعب , و أصدر ( رابين ) أوامره بالتعامل بمنتهى القسوة مع تلك الانتفاضة التي بدأت بسيطة في مبناها , عاصفة في مغزاها , انتفاضة الحجارة , فكانت سياسة تكسير عظام أطفال الانتفاضة , لعلها تكسر من معنويات الفلسطينيين .
لكن هيهات , إن الصرخة التي أطلقها الفلسطينيون بقيادة حماس , معبرة عن صوت الأمة الحي , وجدت لها أصداء في أرجاء الأمة التي أثبتت أنها تمرض و لا تموت , و انتهز ( الإخوان المسلمون ) الفرصة لإحياء الأمة من جديد على أصداء الجهاد الفلسطيني , و مشوا في العالم الإسلامي يذكرون الناس بقضية فلسطين , و يحيون المهرجانات , و تكتب صحفهم و مجلاتهم , و ينطلق دعاتهم في كل مكان , و إذا بالأمة تثبت حياتها و تستجيب لتلك النداءات , و تتجدد شعلة الإيمان و جذوة العقيدة , متزامنة مع الصحوة الإسلامية الجارفة التي ملأت أركان العالم الإسلامي .

و أصبح الصهاينة في دفاع بعد أن كانوا في هجوم , و بدأوا يشعرون لأول مرة بأن وجودهم - و ليس مجرد مخططاتهم - في خطر .

و تغير فكر ( رابين ) , فرأى أن تحقيق حلم ( إسرائيل الكبرى ) في الوقت المحدد شبه مستحيل بعد تلك الصحوة , و رأى الالتفاف حول تلك الصحوة و إقامة معاهدة صورية مع الفلسطينيين , و الاكتفاء بالسيطرة السياسية و الاقتصادية و الثقافية على دول المنطقة بدلا من السيطرة العسكرية , و نظرا ل( واقعيته ) تلك , اعتبر المتطرفون اليهود - و كلهم متطرفون بدرجات - أن رابين باع قضية إسرائيل , و اغتالوه .

و منذ اندلاع الانتفاضة الأولى و أمر إسرائيل في خمود و انكسار , فعلى مدار 21 عاما ( 1987 - 2008 ) لم تخض إسرائيل حربا هجومية توسعية جديدة , بل انشغلت بالدفاع و الحفاظ على وجودها , حتى حرب لبنان 2006 لم تضف جديدا توسعيا لإسرائيل .

و بالتالي نلخص الدور البطولي لحماس في إنقاذ الأمة فيما يلي :

- إيقاف مشروع إسرائيل الكبرى .
- بث الرعب في قلب العدو و كسر شوكته التي طالما كسر بها أعناق النظم العربية الخائبة .
- وضع إسرائيل في مربع الدفاع بعد أن كانت في طور الهجوم .
- إخماد الأمل في نفوس الصهاينة من إمكان بقائهم في الأرض .
- إحياء الأمة و إعادة تجميعها حول قضية الجهاد الفلسطيني .
- إقامة أول نموذج لحكم إسلامي صرف جاء بوسيلة سلمية بحتة , و بإرادة شعبية جارفة .
و هذا قليل من كثير , و كل هذا يدعونا أن نقبل تلك الأيادي الطاهرة .

و لازالت حماس تضرب الأمثلة في الصمود , و من ورائها الشعب الفلسطيني البطل , الذي تعرض لما لم يتعرض له شعب في التاريخ - اللهم إلا المسلمون الأوائل في شعب أبي طالب - و رغم ذلك تمسك بعقيدته و مبادئه , و لم نسمع مطالبة من الشعب الفلسطيني برحيل الحكومة المجاهدة .

يا ( حماس ) , يا ( كتائب القسام ) , يا ( غزة ) , يا كل أحرار فلسطين :
بكل الفخر و الاعتزاز , نقبل أياديكم .

الأحد، 19 أكتوبر 2008

خواطر في فقه المشي في المناكب : 2 - الاستيراد ..... حين يكون جهادا

قال تعالى :

( إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآَنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآَخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآَخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (20) ) المزمل .

من تفسير القرطبي المسمى ( الجامع لأحكام القرآن ) :

( ......... سوى الله تعالى في هذه الآية بين درجة المجاهدين والمكتسبين المال الحلال للنفقة على نفسه وعياله , والإحسان والإفضال , فكان هذا دليلا على أن كسب المال بمنزلة الجهاد ; لأنه جمعه مع الجهاد في سبيل الله .
وروى إبراهيم عن علقمة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما من جالب يجلب طعاما من بلد إلى بلد فيبيعه بسعر يومه إلا كانت منزلته عند الله منزلة الشهداء ) ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم : " وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله " وقال ابن مسعود : أيما رجل جلب شيئا إلى مدينة من مدائن المسلمين صابرا محتسبا , فباعه بسعر يومه كان له عند الله منزلة الشهداء .
وقرأ " وآخرون يضربون في الأرض " الآية .
وقال ابن عمر : ما خلق الله موتة أموتها بعد الموت في سبيل الله أحب إلي من الموت بين شعبتي رحلي , أبتغي من فضل الله ضاربا في الأرض .
وقال طاوس : الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله .
وعن بعض السلف أنه كان بواسط , فجهز سفينة حنطة إلى البصرة , وكتب إلى وكيله : بع الطعام يوم تدخل البصرة , ولا تؤخره إلى غد , فوافق سعة في السعر ; فقال التجار للوكيل : إن أخرته جمعة ربحت فيه أضعافه , فأخره جمعة فربح فيه أمثاله , فكتب إلى صاحبه بذلك , فكتب إليه صاحب الطعام : يا هذا ! إنا كنا قنعنا بربح يسير مع سلامة ديننا , وقد جنيت علينا جناية , فإذا أتاك كتابي هذا فخذ المال وتصدق به على فقراء البصرة , وليتني أنجو من الاحتكار كفافا لا علي ولا لي .......... ) .


و هي رسالة موجهة إلى كل من يعمل في مجال الاستيراد , مفادها :

( لا تستورد ما يوافق رغبات المسلمين , بل استورد ما يلبي حاجات المسلمين , تكن مجاهدا في سبيل الله ) .

أحزن كثيرا حين أجد التهافت على الصين من قبل التجار المصريين لشراء المنتجات رخيصة الثمن , و الاستفادة من طاقات هائلة كالطاقة الصينية ليس فيه ما يحزن , إنما المحزن أن جل ما يستورد هو في السلع الاستهلاكية البحتة , من ألعاب أطفال و زينة و أدوات منزلية , و غيرها مما ينتج أصلا في بلادنا , فيساهم المستورد - علم أو لم يعلم - في تخريب السوق المحلي , و تحويله سوقا استهلاكيا معتمدا على الخارج .
و لو فكر هؤلاء في شيء غير الربح السريع , فتركوا ما ننتجه نحن في مصانعنا , و استوردوا لنا ما لا ننتجه و نحتاجه في ذات الوقت , و استوردوا لنا أدوات و معدات الإنتاج لكان خيرا لنا و أجرا لهم .

الملابس الصينية رخيصة الثمن , لكننا ننتج ملابس محلية , فما ضر هذا المستورد لو أتى لنا بمعدات حديثة رخيصة الثمن من الصين لتقل تكلفة إنتاج مصانعنا للملابس ؟ فيحفظ لنا سوقنا دونا إغراق , و ينمي مصانعنا .

العقبة الرئيسية هي أن سوقنا استهلاكية بشكل أساسي , و تريد أن تلبي رغباتها و لا تدري حقيقة حاجاتها , و تبقى هذه مهمة المستورد صاحب الرسالة طالب أجر الشهادة , أن يدرس حاجات المجتمع و ليس حاجات السوق , و يتفنن في الدعاية لما يراه من لب حاجاته حتى يروج لها , و يعتبر نفسه صانع دواء مر , يضيف عليه الحلوى ليسيغه المريض .

و ليعلم التاجر و المستورد أنه حين يضرب في الأرض فلن يربح بدهائه و لا كياسته , و إنما كما قال الله ( يبتغون من فضل الله ) فهو فضل الله أولا و آخرا , يعطيه من يشاء , فلو توكل على الله و حمل هم أمته , لوجد فضل الله عظيما .

و تظل المشكلة مشكلة نفوس لا مشكلة فلوس , فأين لنا مثل هذا التاجر الشريف الضارب في الأرض ابتغاء فضل الله , الباغي ثواب الشهادة ؟

و الله أعلم .


السبت، 18 أكتوبر 2008

خواطر في فقه المشي في المناكب : 1 - فقه الإنفاق

بسم الله , الحمد لله رب العالمين , و الصلاة و السلام على أشرف الخلق و سيد المرسلين .

هذه سلسلة من الخواطر حول قضايا تتعلق بالتعامل مع المال , ليست دراسات و لا أبحاث و لا رؤى شرعية علمية بقدر ما هي ( خواطر ) .

أبدؤها بالحديث عن ظاهرة أرقتني و أحزنتني كثيرا في رمضان الماضي , ألا و هي ( تكييف المساجد ) .

لا تتعجب أخي الكريم , فعمارة المساجد من صفات المؤمنين بالله و اليوم الآخر و ليس فيها ما يحزن , و التيسير على المصلين شيء جميل , و لكن ما أحزنني و آلمني هو :

- حجم الأموال الضخم الذي أنفق في تكييف المساجد - خصوصا المساجد الكبيرة - حتى أصبح الأمر منافسة بين أهل المساجد في تكييف مساجدهم و صارت جملة مألوفة هي ( إشمعنى مسجد فلان مكيف و مسجدنا لأ ؟ ) .

- المشكلة الكبرى أن فاعلي الخير الذين تبرعوا - مشكورين مأجورين إن شاء الله تعالى - منهم من تبرع بمبالغ ضخمة تفوق عشرات الآلاف من الجنيهات , هم أنفسهم إن طلبت منهم تبرعات لبناء الإنسان المسلم ( دعم تحفيظ الأولاد القرآن الكريم - أنشطة تربوية في المساجد - مجلات و وسائل دعوية - ...... ) لا يقتنع و لا يثق في جدوى ذلك و هل ذلك سيمنحه ( ثوابا و أجرا ) أم لا .

- مما يدل على أنه رغم الروح الخيرية التي لازالت موجودة في مجتمعاتنا , إلا أنها تحتاج لتوظيف , و يحتاج الإنفاق إلى ( فقه ) .

فليس من المعقول أن ننفق عشرات الآلاف في عمارة البنيان و لا ننفقها في عمارة الإنسان , هل الحجر أهم من البشر ؟

- المشكلة الأخرى , أنه غالبا لا توجد حاجة حقيقية لتكييف المساجد , فالجو مهما اشتدت حرارته , في مكان مفتوح كمسجد تكفي جدا - عن تجربة فنحن أبناء المساجد و لله الحمد - تكفي جدا المراوح في ترطيب الجو , فالإنفاق ترك الضرورات و اتجه إلى الكماليات .

و من المعروف شرعا أن المصالح تختلف رتبتها من الضرورات إلى الحاجات إلى التحسينات , فلا ينبغي الاهتمام بالتحسينات بينما الضرورات لم تسد بعد .

و من الضرورات الحياتية الأولى بإنفاق أهل الخير من تكييف المساجد :
- تزويج الشباب الغير قادر .
- دعم الشباب العاطل لبدء مشروعات صغيرة .
- توفير مشاريع صغيرة تدر دخلا على العوائل الفقيرة .

و من الضرورات الدعوية في عصر تغييب القيم و الهوية , و تفريغ الأمة من عقيدتها :
- دعم النشاط الدعوي في المساجد من دروس علمية و تحفيظ قرآن و أنشطة ترفيهية لاستيعاب الشباب الضائع .
- الإنفاق على المطبوعات الدعوية ( مجلات - كتب - نشرات - ...... ) .
- دعم الفضائيات الإسلامية في مواجهة العري و العلمنة و الدعوة إلى تغييب شريعة الأمة عبر الإعلام الفاسد .
- دعم الحركات الإسلامية التي تتصدى للمشروع الصهيوني و وكلائه في أوطاننا .

و من الواجبات تجاه الأمة ككل :
- دعم صمود و جهاد الشعب الفلسطيني و فصائله المجاهدة .
- نجدة غزة المحاصرة البطلة حتى لا تركع و لا تتخلى عن حكومتها المجاهدة .
- دعم قوافل الدعوة الإسلامية في البلاد الإفريقية و غيرها لمواجهة أنشطة التنصير .
- نجدة الدول الفقيرة المسلمة بالذات حتى لا تتعرض لمد اليد إلى أعدائنا .

و هذا غيض من في فيض , فبالله عليكم , أذلك أولى أم تكييف المساجد ؟

في انتظار آرائكم , و إلى اللقاء في الحلقة التالية إن شاء الله تعالى .

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


-

الأحد، 14 سبتمبر 2008

و بكى هنية .......... قصة حياة قطرة ماء

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

ربما لا تعرفونني جيدا , و ربما لو عرفتموني لن تعرفوا لي قدرا و لا وزنا , و ذلك لأني مجرد تجمع من ذرات الهيدروجين و الأكسجين , لكني أفخر بما خلقني الله عليه و بالمهمة التي أوكلها لي , أنا و بلا فخر ( قطرة ماء ) .
سبحان الله و بحمده ......... سبحان الله العظيم
مررت منذ خلقت بتجارب لا حصر لها , ربما لن تصدقوني إن قلت لكم , مثلا : نزلت من السماء لألتقي بأخواتي اللواتي فضن من الأرض في الطوفان الشهير الذي أغرق الله به قوم نوح , و كم كنا ندعو الله أن يسلطنا على أولئك الجاحدين , و كان لنا الفخر أن كنا من جنود ربك التي لا يعلمها إلا هو .
سبحان الله و بحمده ........ سبحان الله العظيم
ذات مرة كنت في مصر أجري في نيلها , و سمعت ذلك المغرور يتبجح قائلا : ( ........ و هذه الأنهار تجري من تحتي ) , صحت به قائلة : ( و هل أنا أجري بأمرك أيها الفاجر ؟ ) , و كم كانت سعادتي حين كلفني الله بإغراق هذا العبد الآبق , و دخلت حلقه مع أخواتي ليتم أمر الله .
سبحان الله و بحمده ........... سبحان الله العظيم
مرة أخرى , كنت في سحابة فوق الحجاز , و إذا بالأمر الإلهي يصدر لي أن انزلي , و رأيت عجبا , رأيت آلاف الملائكة تنزل بأسلحتها , ما هذا ؟ أي يوم هذا ؟ قيل لي : هذا يوم الفرقان , إنه يوم بدر , و كاد قلبي يطير من الفرحة إذ علمت أن مهمتي هي عون خير خلق الله محمد صلى الله عليه و سلم , و نزلت مع أخواتي نثبت تلك الأقدام الطاهرة , يا الله , ما أطهر تلك الأقدام , صحابة خير الأنام , لم أر في تاريخ الأرض مثل أولئك , لي كل الفخر أن جعلني الله أمس تلك الأقدام الحافية الطاهرة .
سبحان الله و بحمده ............. سبحان الله العظيم
آخر احتكاكي بالبشر الأطهار كان حين أمرني الله بالاشتراك في السيل الذي حمل جثمان الشهيد البطل عاصم بن ثابت , ذلك المغوار الذي أبر الله قسمه بألا يمسه مشرك , فحملناه ليلا إلى حيث لا يعلم إلا الله .
سبحان الله و بحمده ........... سبحان الله العظيم
من وقتها و ابتلاني الله ببشر قلوبهم أسود من الليل البهيم , لا يذكرون الله و لا يسبحونه , و يأكلون رزقه و يعبدون غيره , حتى من الله علي منذ حوالي خمسمائة عام ألا أدخل جسم بشر , و كلفني بالحيوانات , فوجدتهم أشقائي , يسبحون الله كما أسبح , و يذكرونه ليلا و نهارا و يشكرون نعماءه و يستسلمون لقضائه , فاستغنيت بهم عن البشر , و تنقلت بينهم , فمن منقار عصفور , إلى فم أسد , إلى عرق فرس ...... .
سبحان الله و بحمده .......... سبحان الله العظيم
حتى قضى الله أن أعود إلى أجساد البشر ثانية , و كان أولهم عابد مزيف , يعبد نفسه و يظهر للناس أنه يعبد الله , و يفتي بأهواء السلاطين و يقول هذا حكم الله , تبا له ما أجهله و ما أحلم الله عليه , خرجت منه في دمعة زائفة و هو يصلي للناس لا لربه , ما أقبحه , أذكر أني مرة خرجت من دمعة تمساح , و كان التمساح أصدق و أنبل ألف مرة من هذا الوغد .
المهم أني أخذت أنتقل من شر إلى شر , و من فاسق إلى فاجر , حتى كان اليوم الموعود .
سبحان الله و بحمده ............ سبحان الله العظيم .
دخلت منقار صقر و هو يشرب , ما أجمل تلك الطيور النبيلة , و إذا به يطير صوب تلك البلاد الطاهرة , أذكرها جيدا , يوم أن كنت من جنود نبي الله سليمان عليه السلام , اشتقت إليها كثيرا , ما بال السواد يغطيها ؟
و قضى الله أن أخرج من عرق الطائر لأسقط في تلك البقاع , و تنقلت فيها حتى دخلت ذلك الجسد الطاهر , يا الله , منذ قرون لم أدخل مثل هذا الجسد , مكثت بداخله و أنا أسمع من كل ذرة منه تسبيحا كتسبيحي , و ذكرا كذكري , و وجدت قلبا يشاركني في تعظيم الخالق , فسعدت أيما سعادة , و تذكرت تلك الأيام الخوالي مع جند الله أهل بدر , من هذا العبد الصالح المجاهد ؟
قالوا : ( أبو العبد ) .
سبحان الله و بحمده .......... سبحان الله العظيم
و في ليلة و هو يصلي بالناس القيام , ارتجف ذلك القلب الطاهر , و تحشرج الصوت الندي و هو يتلو : ( عسى ربكم أن يهلك عدوكم و يستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون ) .
و جاء الأمر من الله أن أخرج دمعة من تلك العين النقية , عساني أشفع لصاحبها يوم القيامة , لله درك من حاكم صالح و عبد مجاهد , اللهم فشفعني فيه .
سبحان الله و بحمده .......... سبحان الله العظيم





الأربعاء، 3 سبتمبر 2008

نصيحة لوجه الله لأستاذنا عصام تليمة

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

قرأت مقالكم الكريم بعنوان ( حقوق المواطنة في المجتمع الإسلامي )

و لي تعليق صغير عليه - مع اعترافنا لفضيلتكم بالعلم و الفكر , و ضحالة علمي و فكري , لكنها النصيحة التي أوجبها الله علينا فيما نراه حقا .

ذهبت فضيلتكم إلى أن شكل الحكم في دول العالم الإسلامي اختلف عما كتب عنه الفقهاء و أن الحكم صار مؤسسيا و لم يعد فرديا و بالتالي لا يشكل دين أو توجه الحاكم فارقا في سياسات الدولة , و لذلك ترى أنه لا مانع من اختيار الناس حاكما غير مسلم لأنه محكوم بالدستور لا يستطيع الخروج عنه , و هذا الكلام في رأيي مردود من عدة جهات :

أولا : ليس القول بمنع الحكم في دول الإسلام على غير المسلمين بقول للفقهاء السالفين فحسب , و لكنا نجد فقيه العصر العالم بالشرع و الواقع فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي حفظه الله و رعاه يقول بذلك أيضا في كتابه ( الدين و السياسة ) .

ثانيا : القول بأن في دولة المؤسسات الحاكم أشبه بمن يملك و لا يحكم لوجود الدستور و توزيع السلطات غير صحيح , و الواقع يشهد بغير ذلك , و دع عنك دولنا فهي لا توصف بالدولة المؤسسية بتاتا , و انظر معي إلى دول الغرب الديموقراطي , و كيف تختلف سياساتها الداخلية و الخارجية بتوجهات من يحكمها و كيف بدأت الاشتراكية تغزو أوروبا و أمريكا الجنوبية و تغير من سياسات قادتها , و لم تقف المؤسسية الفاعلة هناك حائلا دون تغيير السياسات تبعا لتغير التوجهات القيادية .

ثالثا : و هي مكملة للنقطة الثانية , في دولة المؤسسات التي تتحدث عنها لا يحكمها المستقلون غالبا , بل لم يحدث أن حكمها مستقل إلا في الأقل النادر , و إنما الحكم فيها للحزب المنتصر في الانتخابات الحائز على الأغلبية , و في الغالب أن الحزب الذي يحصل على أغلبية مقاعد البرلمان يحصد منصب الرئاسة أيضا إن كان هو الأعلى تنفيذيا في الانتخابات التالية , فبالتالي تكون المؤسسة التنفيذية و التشريعية محكومة بنفس التوجه , فتكون تلك المؤسسية موجهة و ليست مطلقة , إذ المشرع و المنفذ يتبنون نفس التوجهات و السياسات .
فتختلف تبعا لذلك كنتيجة حتمية توجهات الدولة حسب توجهات الحزب الفائز , و لا يمنع الدستور الثابت من ذلك , بل لا يمنع من تغييره الدستور ذاته , و في تركيا مثال واضح على تغيير توجهات الدولة تبعا لتغيير سياسات حاكمها , و لا شك أن سياسات تركيا الداخلية و الخارجية تختلف اختلافا جذريا في ظل حكامها القريبين من الإسلام .

رابعا : لا يوجد دستور و لا قانون مكتوب يستطيع أن يوجه البشر و يضبط سيرهم وفقا لشريعة الله دون وجود الرقابة الداخلية و الوازع الديني , و الدافع للحكم بالشريعة , و لا يمكن لغير المسلم أن يتبنى بحرارة قضايا الإسلام و شرائعه و حمل هم توجيه الناس و تربيتهم على الإسلام و عقائده و شعائره و شرائعه و آدابه في الإعلام و التعليم و الثقافة مهما ذكرت ذلك في الدستور و مهما بلغت قوة المؤسسية , بله توجيه جهوده لدعوة غير المسلمين , بل توجد دوما طرق التملص و التحايل و الهدم من الداخل .

خامسا : لا ينبغي أن نفكر لقضايانا متأثرين بضغط واقع أليم من صنع أعدائنا لا من صنعنا نحن , ففصل مهام الحاكم عن ضرورة اتصافه بالعلم الشرعي من رواسب العلمانية و الليبرالية و ليست من صنعنا , و لا نقول بأن يكون مجتهدا و لكن عنده حد من العلم الشرعي كي يتقي الله في الأمة , و لا يعقل أن تكون المؤسسية تسوي بين حكم العادل و الظالم و الطاهر و الدنس و التقي و الفاجر و العالم و الجاهل مهما بلغت من قوة , و إلا فإن التاريخ البشري هو تاريخ قيادات أثرت في غيرها , و دور الفرد في تغيير الأمم لا تلغيه المؤسسيات .
و أبو بكر غير عمر غير عثمان رضي الله عنهم أجمعين رغم استقائهم من منبع واحد و رغم اتصافهم جميعا بالتقى و العدالة .

و الله و رسوله أعلم .

أخوك الأصغر : وائل صلاح الدين
أنا صريح

الاثنين، 4 أغسطس 2008

أول الكلام

هـذي مــدونــــة الفقير ........
لـــبارئ الكـون الفسيح
عنوانها صدق الحديث ........
بــــلا نــفاق أو مـــــديح
فالحـق أســـمى مطلب ........
و الحق في الدنيا جريح
و لـــجرأة بـــــانت بها ........
أسميتها ب ( أنا صريح )