الاثنين، 14 ديسمبر 2009

حاسوبي العزيز ..... شكرا

حاسوبي العزيز

هو أملي في إتمام أعمالي المكلف بها , لا يمكن العمل من دون حاسوب هذه الأيام .
بدأت نظام تشغيله , و كان لازال جديدا و سريعا جدا , كان يذهلني بسرعته , و لم تكن ذاكرته قد امتلأت بعد , و كانت برامجه قليلة و أعباؤه خفيفة , فكان يؤدي المطلوب على أحسن وجه , و نادرا ما توقف مني - بالتعبير الدارج ( هنج ) - و كنت سعيدا به لأبعد الحدود .

بعد فترة بدأت البرامج المحملة عليه تزداد , و المعلومات و البيانات و المنجزات عليه تتراكم , مما أكسبه قيمة إضافية لما يحمله من خبرات .
لكني لاحظت تباطئا في أدائه و توقفا متكررا , سألت أحد المتخصصين , فأخبرني أن هذا شيء طبيعي جدا في نظام التشغيل , دونما تدخل خارجي كلما تقادم عمره و امتلأت ذاكرته و زادت برامجه و أعباؤه و ملفاته , حدثت المشاكل و الأخطاء التلقائية , لابد أن يحدث هذا , لا يوجد جهاز واحد يخلو من ذلك .
قلت له : فهل لذلك من حل ؟ أم أسكت على الأخطاء تلك ؟ قال : لا طبعا , السكوت على الأخطاء مضر لأنها ستتراكم و تزداد , المهم أن تعرف كيف تتعامل معها و تعالجها , و هناك برامج متخصصة لعلاج تلك الأخطاء , و أعطاني بعض البرامج ( tune up utilities - c cleaner - ............. ) , و بالفعل حسنت كثيرا من أدائه , و صرت مواظبا على علاج الأخطاء التي تتكرر كثيرا , و لكني أصبحت أكثر خبرة و أتفهم حدوث تلك الأخطاء و أعالجها بهدوء .

و لازلت سعيدا بجهازي , و فخورا به أيضا , فهو يعينني على القيام بعملي المكلف به , و لا أدري ماذا كنت أفعل دونه ؟

بعد فترة , حدثت معي أشياء غريبة تزامنت مع بدء اتصالي بشبكة الإنترنت و تواصلي مع الآخرين بنقل بياناتهم إلى جهازي عن طريق الذاكرة المحمولة usb memory , بدأت بعض برامج الجهاز في التعطل , و التوقف زاد كثيرا , سألت صاحبي قلقا , هل أستغني عنه ؟

ضحك قائلا : يبدو أنه ليس لديك خبرة بالحواسيب , هذا أمر طبيعي , ما إن تبدأ في تكثيف اتصالك بالعالم الخارجي , حتى تبدأ في تلقي الآثار الجانبية , ( الفيروسات ) يا صاحبي .

و أرشدني إلى أن هذه الفيروسات من صنع بشر أشرار يريدون إفساد أجهزة الناس , و الحل موجود , برامج anti-virus و هي أنواع , و تحتاج لتحديث دائم و يقظة لمراقبة التدخلات الخارجية في جهازك .

فعلت ما أوصاني به , فتحسن أداء الحاسوب كثيرا , و استمر الحال هكذا , مشاكل داخلية تعطلني حينا فأسعى لعلاجها , و تهديدات خارجية أقوم بصدها , و الجهاز يتحسن حينا و يتعطل حينا , و حينا أعيد تنزيل نظام تشغيل جديد .

لكني لا أسمح بالتنازل عما أنجزه حاسوبي المخلص طوال فترات عمله , أحدث كثيرا بعض مكوناته ليتلائم أداؤه مع متغيرات العصر , و أحتفظ دوما ببيانته و ملفاته , و لازلت أراه أملي في إنجاز ما كلفت به .

و لازلت فخورا به .

حاسوبي العزيز ........ شكرا

مغزى القصة :
الكيان القائم بعمل ما , لابد أن تحدث فيه أخطاء و سلبيات , هذه طبيعة التجمعات البشرية , و كلما صغر حجم الكيان و قلت مهامه و منجزاته , قلت أخطاؤه و ربما لم تظهر على السطح أصلا .
بينما إن كبر الكيان و زادت مهامه و أعباؤه و تراكمت منجزاته , زادت الأخطاء المتولدة بشكل تلقائي من الحركة و العمل , و هذا لا ينقص من قيمة الكيان شيئا و لا منجزاته , لكن يتطلب وعيا و يقظة لعلاج ما يبدو من أخطاء و الوقاية منها مستقبلا .
بينما إن كان الكيان في حالة اتصال فعال مكثف مع العالم الخارجي , كان أكثر تعرضا للأخطاء , و أصبح عرضة للمخربين أن يستغلوا اتصالهم به ليحاولوا التشويش على مسيرته .
و هذا يتطلب تخصصا في مواجهة تلك التحديات و تحديثا مستمرا لأساليب المواجهة تبعا لتحخديث الخصوم أساليبهم .

و أثناء كل هذا , لابد من التطوير و التحديث لهياكل و برامج الكيان ليواكب التغيرات العصرية , كل هذا مع الاحتفاظ بتاريخه و منجزاته التي قام بها , و استغلاله ليحدث تراكم مزيد من المنجزات .

و مع كل هذا , كياني العزيز ( الإخوان المسلمين ) ...... شكرا .

الأحد، 13 ديسمبر 2009

ماذا أقول ؟!!!

لم أعرف ماذا أقول له , فوجدت أبا العتاهية قرأ ما في نفسي , فقال على لساني مناجيا إياه :

إلهـي لا تعذبنـي فإني.......مقـر بالـذي قـد كـان منـي
و ما لي حيلة إلا رجائي.....وعفوك إن عفوت و حسن ظنـي

فكم من زلة لي في البرايا.....وأنت علـيّ ذو فضـلٍ و مـنِّ
إذا فكرت في ندمي عليها ......عضضت أناملي و قرعت سني

يظن الناس بي خيراً و إني ......لشر الناس إن لم تعف عنـي
أجن بزهرة الدنيا جنوناً ........وأفني العمـر فيهـا بالتمنـي

و بين يدي محتبس ثقيل .......كأنـي قـد دعيـت لـه كأنـي
و لو أني صدقت الزهد فيها ....قلبت لأهلهـا ظهـر المجـنِ